وفقًا للإصدار العاشر للتقسيم الدولي للأمراض، الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والإصدار الرابع للدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي، يتم التشخيص في حالة وجود أي ثلاثة من المعايير التالية:
- التحمل: وهو احتياج الشخص لجرعة أكبر للحصول على نفس المفعول وتجنب حدوث مجموعة أعراض الانسحاب (زملة الانسحاب).
- صعوبة التحكم في التعاطي أو التوقف: الرغبة المستمرة/الاستخدام القهري/عدم النجاح في التحكم في التعاطي مع وجود رغبة شديدة في التعاطي القهري.
- الوقت الكبير المُستهلَك في الحصول على المخدر، أو التعاطي، أو التعافي من تأثيره.
- التخلي عن الاهتمامات الاجتماعية والوظيفية والأنشطة الترفيهية.
- الاستمرار في التعاطي على الرغم من المشاكل الصحية والنفسية المعاكسة.
- الاستمرار في التعاطي على الرغم من العواقب المؤذية.
- وجود أعراض انسحاب.
تعريف سوء الاستخدام (التعاطي)
يعرِف الإصدار الرابع للدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي سوء الاستخدام (التعاطي) على أنه: تعاطي المخدرات الذي يؤدي إلى الإخفاق في أداء العمل والدراسة والواجبات المنزلية، والتعرض إلى المواقف الخطرة مثل القيادة تحت تأثير الشرب. أومشاكل قانونية، أومشاكل شخصية.
معايير تشخيص سوء استخدام (أو تعاطي) المخدرات
تتحدد معايير تعاطي المخدرات، وفقًا للإصدار الرابع للدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي، على النحو التالي:
استخدام المخدرات على نحو يؤدي إلى مشاكل صحية، أو معاناة تظهر في واحد أو أكثر من المعايير التالية خلال فترة 12 شهرًا:
- الاستخدام المتكرر للمخدرات، مما يتسبب في الإخفاق بالالتزام بأعمال وظيفية، أو الغياب المستمر، أو الأداء الضعيف في المدرسة، أو الابتعاد أو الطرد أو العقاب في المنزل، أوإهمال الأطفال أو الأعمال المنزلية.
- الاستخدام المتكرر بما يُنتج مواقف خطيرة مثل قيادة السيارة تحت تأثير المخدر، أو تشغيل ماكينة تحت تأثير المخدرات.
- مشاكل قانونية (الاعتقال أو القيادة بتهور مثلا).
- الاستمرار في التعاطي على الرغم من المشاكل الاجتماعية أو الشخصية المتكررة أو مشاكل التفاعل مع الآخرين تحت تأثير المخدرات (المشاجرة مع شريك الحياة أو العراك الجسدي).
تقسيم المواد في الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي
يضع الإصدار الخامس للدليل (DSM-5, 2013) عشرة تقسيمات للمواد التي تسبب الاضطرابات المتعلقة بالمواد، والاضطرابات الإدمانية؛ وهي على نحو الحصر وبالترتيب المذكور في الدليل:
- الكحول
- الكافايين
- القنب
- المهلوسات وبتقسيمات مستقلة للفنيلسيكليدين ومواد أخرى (بما فيها الأدوية المضادة للشلل الرعاش في مصر) ثم المهلوسات الأخرى
- المتطايرات (المستنشقات)
- الأفيونيات
- المهدئات والمنومات ومضادات القلق
- المنشطات بما فيها مواد الأمفيتامين والكوكايين وغيرها
- التبغ
- مواد أخرى
اضطرابات استخدام المواد
تخلى الإصدار الخامس للدليل عن كلاً من تعبير التعاطي (أو سوء الاستخدام) والاعتمادية، اللذين استخدمتهما التقسيمات السابقة DMS-IV وDSM-III 1983. واستبدلهما معا بتعيبر واحد هو الاضطراب في استخدام المواد. وحدد الدليل الأكثر نفوذا 11 عَرَضًا لهذا الاضطراب. على أساس أنه في حالة وجود اثنين منهما خلال فترة 12 شهرًا السابقة، يتم تشخيص اضطراب استخدام المواد، ثم يتم تقسيمه إلى:
- اضطراب طفيف Mild: حال وجود 2-3 أعراض
- اضطراب متوسط Moderate: حال وجود 4-5 أعراض
- اضطراب شديد Severe: حال وجود 6 أعراض أو أكثر
ويلجأ التقسيم إلى تكرار الأعراض الـ 11 بحذافيرها أمام كل مادة مبتدأ بالكحول؛ أي وضع تباديل وتوافيق للمواد العشرة المذكورة أعلاه مع الـ 11 عَرَض. وهذه الأعراض هي:
- استخدام المادة كثيرًا، أو بكميات أكبر
- وجود رغبة مستمرة في الإقلال من استخدام المادة، أو رغبة في التحكم في هذا الاستخدام، أو وجود محاولات غير ناجحة للإقلال أو التحكم في الاستخدام
- لهفة أو رغبة قوية في استخدام المادة
- استغراق كمية وقت طويلة في الأنشطة الضرورية للحصول على المادة أو استخدامها أو التعافي من تأثيرها.
- معاودة استخدام المادة بصورة تؤدي إلى الإخفاق في أداء التزامات أساسية في العمل أو الدراسة أو المهام المنزلية.
- استخدام المادة بالرغم من استمرار المشاكل الاجتماعية أو مع الشخصية التي يسببها الاستخدام أو يؤدي هذا الاستخدام إلى تفاقمها.
- التخلي عن أنشطة اجتماعية أو مهنية أو ترفيهية مهمة، أو الإقلال من القيام بها بسبب استخدام المادة.
- استخدام المادة في ظروف تُعرّض المستخدِم أو غيره للخطر.
- الاستمرار في استخدام المادة على الرغم من معرفة أنها تؤدي إلى مشاكل بدنية أو نفسية محتمل جدًا حدوثها بسبب هذا الاستخدام.
- التحمل كما يحدده، هو:
- الاحتياج إلى زيادة كميات المادة المُستخدَمة بشكل ملحوظ لتحقيق النتيجة المرجوة
- تأثير منخفض بشكل ملحوظ في الكمية التي كانت تُستخدَم
- أعراض الانسحاب كما تظهر فيما يلي:
- زملة أعراض الانسحاب المميزة لكل مادة
- استخدام المادة أو مواد شبيهه لتفادي زملة أعراض الانسحاب أو التخفف من آثارها
ويستخدم الدليل تعبير “تخفف مبكر” حال اختفاء هذه الأعراض كلها مدة 3 شهور، أو “تخفف مستدام” حال اختفاء كل الأعراض لفترة تزيد على سنة.
كما ينصح الدليل بتحديد ما إذا كان هذا التحسن قد حدث في بيئة محكومة أم لا. ويُقصد بالبيئة المحكومة الوجود في مستشفي أو مؤسسة علاجية أو ما شابه.
ملاحظات على التقسيم الحديث
- نلاحظ أن الإصدار الخامس للدليل (DSM-5) جمع بين بعض الأعراض المنسوبة للاعتمادية في الإصدار الرابع (DSM-IV) وتلك المنسوبة إلى إساءة الاستخدام (التعاطي)، وأضاف وجود رغبة قوية أو لهفة لتدمير الأعراض التي تم تشخيصها بـ 11 عَرَضًا.
- كما نلاحظ أن التقسيم الدولي للأمراض النفسية ICD التابع لمنظمة الصحة العالمية لا يزال مختلفًا عن DSM-5 لكنه يسير في نفس الاتجاه تقريبًا.
- نلاحظ عدم استخدام تعبيرات: التعاطي، أو إساءة الاستخدام، أو الإدمان، أو الاعتمادية؛ والاكتفاء بلفظ اضطرابات استخدام المواد.
- يُذكر مركز المجازاة أو اللذة أو المكافأة، كما تُذكر التأثيرات القوية في الذاكرة كمبدأ تقسيم هذه المواد داخل اضطرابات استخدام المواد، وكتبرير لإضافة كلمة الإدمان لعنوان الفصل المخصص لها؛ فيصير العنوان الرسمي للفصل “الاضطرابات المتعلقة بالمواد والاضطرابات الإدمانية”.
ويُضاف باب تحت هذا الفصل لأول مرة بعنوان “اضطرابات غير متعلقة بالمواد”، ويُضاف اضطراب المقامرة لها لأول مرة؛ والتبرير أنه ثبت معمليًّا أن تأثير المقامرة على مركز المجازاة هو ذات تأثير المواد المُسببة للاضطرابات سالفة الذكر.
بينما يحجم الدليل عن ضم الإفراط في الطعام أو الجنس أو العمل أو المخاطرة.. إلخ، لأن الأدلة المعملية على تأثير هذه السلوكيات على مركز المجازاة لا زالت في مرحلة مبكرة.
- بالأضافة إلى القمار الذي حظى باعتراف رسمي أنه “سلوك إدماني” يُطبق بعض الباحثين والممارسين نفس المعايير على أنواع أخرى من السلوكيات ويعتبرونها أيضاً سلوكيات إدمانية، مثل: إدمان العلاقات والجنس والاعتمادية المتواطئة (أي إدمان السيطرة أو محاولة السيطرة على حياة الآخرين) والإفراط في الأكل وفقدان الشهية العصبي (فقدان التحكم في إنقاص الوزن والهوس بفكرة إنقاص الوزن) والبوليميا (وهي فقدان للشهية عصبي تصحبه نوبات للأكل بشراهة) وغيرها.
- لا تزال ازدواجية الميل ظاهرة في الأوساط العلمية تجاه لفظ الإدمان. فعلى الرغم من أن أبحاث مركز المجازاة ومراكز الذاكرة القريبة منه ثبتت مفهوم “الإدمان” و”السلوك الإدماني” بحب تعريف الجمعية الأمريكية لطب الإدمان، وكما هو ظاهر في أدبيات الفريق المؤيد منذ زمن لمفهوم “السلوكيات الإدمانية” وأعطت إشارة العودة لاستخدام هذا التعبير وتم التعافي ضمنيًّا عن فكرة “الازدراء” التي كانت تُثار سابقًا، فإن المصطلح لا يزال في رأي البعض يكتنفه “الغموض”. ونظن أن الجدل العلمي سيستمر لفترة طويلة لكن سيكتسب لفظ الإدمان أرضاً جديدة في المرحلة القادمة وتنضم سلوكيات.